تشتهر مملكة البحرين بعلاقتها التاريخية مع الماء؛ وهو ما يبدوا جليًا في اسم الدولة باللغة العربية "البحرين". حيث لا ينصب التركيز على المساحة اليابسة الضئيلة في الجزيرة، ولكن المياه التي تغمر شواطئها. لذا فإن المياه الضحلة هي المياه التي تأتي على ساحل البحرين ويقوم السكان بانتظام "باستصلاح" قطع الأرض، وملء الفجوات بين الحواجز الرملية، ويبدون كما لو أنهم يستعيدون مرة أخرى الأراضي المفقودة.
ويتلألأ مرفأ البحرين المالي الجديد في مدينة المنامة، عاصمة البحرين، حاليًا مثل نبتون من هذه الأراضي المستصلحة، وتظهر المباني الفخمة، مثل البرجان الشاهقان، كما لو أنها تحجز مياه البحر إلى الخلف. كما ساعدت ينابيع المياه العذبة التي تتدفق في وسط البحر على الرخاء والاستقرار لمدة 4000 عامًا، وتتعرض طبقاتها في المواقع الأثرية الغنية في جميع أنحاء الجزيرة. كما شجعت الينابيع أيضًا على رواج تجارة اللؤلؤ الأكثر تألقًا ولمعانًا- وهي التجارة التي ساهمت في بناء ثروات الجزيرة في الماضي.
وتمامًا مثل المحار، تتميز للبحرين بالطابع الخارجي القاسي، ولكن ثمة مزايا خلابة بالداخل تستحق منكم بذل بعض الجهد، بدءًا من المتحف الوطني العريق بالمنامة، ومرورًا بالمنازل التراثية لمدينة المحرق، ووصولًا إلى تلال الدفن الاستثنائية في سار، وهناك الكثير والكثير من المواقع الرائعة التي يمكنكم زيارتها. ولمزيد من اللآلئ الحديثة، يوجد مركز البحرين التجاري العالمي الرائع، وجسر الملك فهد ومشروع الجزر الجديدة في الطرف الجنوبي. ومن المتوقع أن يكون المهندسون قاموا بوضع التصاميم ومباشرة التنفيذ مع الأخذ في الاعتبار الآثار المتوقعة لظاهرة الاحتباس الحراري أو يكون للبحر الكلمة العليا.